الاثنين، 30 ديسمبر 2013

لقد نهض الشام

لقد نهض الشام ...............فنم يـــــــــــــــــــــــــاصدام

ألا نهض الشام العزيز وذوالأيدي..... و دعوة خير الخلق حامي حمى المجْدِ
ومهد الحضارة والنبوات جلًهــا.........لمن خطّ خطاً  كان من عُرفه يُســدي
ومن قارع الرومان من عهد خالدٍ.......ومن سالم الإسلام من غيرما  صــدِّ
ومن جند الأجناد يوم فتوحــــه............و فلّ فلول الكفر والبغي والجحـــد
كتائبه الغرّاء في الشرق شرّقت..........تدوِّخ  من فيه من الغُزّ    والــصُّغْد
وفي الصين صالت خيله حيث ردها........تراب على تبر فأنعِمْه من    رد
وأرض رباط العرب في حين أُشغِلت...جحافلهم يوم اقتتالهمُ الــــــــمردي
نُلام لما نبدي لـــــشأنه فخرنا..............و ولله نخفي منه أضعاف ما نبدي  
أعاد الكرامة  والعروبة و الفدا..........وأودى زمان الغدر واللؤم  والحـقْـدِ
فولوّا يتامى الفرس من قبل مندمٍ...... ...وأوصوا بني ساسانَ أنتم إلى اللحْد
لقد طال بين الصوْل والجول عهدكم.. .. .فقُبِّـحتــمُ قوماً وقُـبِّح من عــــــهْد
لقيطكمُ الموتور قد طاش حلمه......... ...وأيامه للجزر.... ليست  إلى المدّ
لقيطكم المشؤوم قد طاش سهمه........ ..وأطياره للنحس ليست إلى السعد
لقيطكم المهزوم قد جن عقله...........  ....وقطع بين العُرْب آصرة الــــود
لقيطكمُ  المقهور جفت مياهه.........     وساعاته في البطش آلت إلى العد
يروم اعتصاما باليهود ومن همُ...........سلالة غدر من أبيهم  عن الـــجد
ومن غدروا إذ حيدر حل بينهم........... وقد آسفوه باللجاج  وبالنكـــــــــد
ومن ثم أردوه بكل جراءة................. على الله والإسلام والطهر والزهد
وهم أهل ساباط1 الدنية من همُ..............لدى حسن     بين الفرور ومرتد
وغروا حسينا بعده بذمامهم.............. وبادوه     بالنكران والنقض للعهد
أسالوا دماه الطاهرات بأرضهم.... ليرضوا بها الشيطان عمدا وعن قصد
وقاموا علينا يطلبون يثأره........... ...ومنهم أتاه   كل عضب وذي حــد
فبالله شمر2 جمعه من هم و قد...........رموا طفله الظمآن من غيرما ورد
                          **************
لقد خذلتنا  الناس إلا قليلهم .........      .كأنّ لهم ثأراً علينا من المـــــهد
سوى أهل نجد والحجاز فإنهم.............لخير نصير عند كرب وذي جِـدّ
وأهل يمان رغم هول مصابهم............و ليبـيّة الشهداء والثّكل للوُلْــــد
أولئكم من صدّقوا قول أحمدٍ...............بأن جنود الشام هم صفوة ا لجُند
وقد هلك الشيخ الرئيس وذو الفقد.......ومن في قراع العجم قد كان ذا أيدي
ومن خلف الشهداء في أهليهـــمُ.........بخير وجود صاحب الجود والرفد
ومن سد ثغر العرب من شرقيهم........وصد جيوش الفرس كلت عن المد
فقدناه بعد النكبتين و مالنـــــــا...........بفقدانه من بعد في اللأي من ســد
فصدام من للفرس فض جموعها.........على شط عرب ردها دونما ورد
فصدام من للفرس عاثت بأرضنا........فسادا وأذلت سادة بيد العبـــــــــد
فصدام من للعرب في نهر دجلة.........قد اخضب بدماء المسننين والولد
وعذرا لربي إن أكن قد هجوته..........لحزني على بغداد ضاعت ومن كمدي
فقد كان معذورا بذلك حينها...........ليبقي على من كان حيا من الجند
فلا رب إلا الله والقدس قدسنا.........مقالته الأخرى على الخُشْب والمُسد
محى الله عنه كل حوب وإننا......... لنأمل هذا الأمر من صاحب الحمد
فإنا نرى في ظاهر الأمر أمرنا ......  ومــا كان سرا فهو للرب والعبد
كفاه فخارا أن يوارى مستّرا.......... وخــصمه عريانا يمدد في اللحد
مضى ثاقب العينين كالصقر لمحه.......تــــشهده بالله أقوى من الرعد
وقتاله متبرقعون كـأنــــــهم............جوار عذارى عند ذي شبق رصد
الستم زعمتم أنكم أهل مِرّة..............وأمركمُ ماض وكالسيف في الحد
فأصبحتم مدّارئين ببعضكم.............فأين الوجوه معشر الأخصم اللُّد
وفيم التقنع لا أرينا وجوهكم...........وجوها قتارا أوجه اللؤم والحقد
كسبتم بهذا شر ما يكسب الذي ......قد اثبت في الشقواء محوا من السعد
 ثكلتم فمن عهد تبوسون نعله.........قريب ولما يبلغ الشطر من عقد
ثكلتم ألستم مالكي ملك شدة..............كمضرط أحجار عمير أبي هند
مساعير في النعمى قعود لدى الوغى....شداد على الأسراء والعزل والولد
خراف لدى الأعجام دوما وأنتمُ.......على العرب قومكمُ تكونون كالأسد
إذا الناس هاعوا أنتم مثل أخشب.......مساليح في أثوابكم عند ذي الجد
فإن تظفروا فيه فليس بسبة.............فرب كلاب قد تصول على أُسـْد
فقد حظي التخليد في قلب أمة...........وفاء بنيها دام بالضنك والرغد
غدونا كذحل عندكم يا لويل من.........  يوتر عربا باجتراء و عن عمــــد
إذاما عفوا عنكم فذاكم لخيركم.............وإن طلبوكم كان ذاكـــمُ  بالإد
وما ظفر الأوباش إلا انتهازها...........لغفلة سادات فغفلتهم تــــــردي
قبلناكمُ شذاذ أفق بأرضنــــا.......... .....طعمتم بها من غير كلّ ولا كدّ
فكافأتمونا الغدر يا بئس فعلكم........ ...وللخير منا كان منكم ذوو وأد
دخلتم إلى التاريخ لكن من استه..........جميعا جنود السوء والمرشد الوغد
تعجل فيه الدهر لو كان ممهلا ..............زمانا يسيرا فيه يلحم مايسدي
لكان استعاد العرب فيه كرامة...........أضيعت بفرقتهم وجهلهم ُ المردي
فقد كان شيخا طالبيا وعاربا.............من آبناء موسى الكاظم السيدي المهدي
                          **************
 سلام على الشهداء منا مضاعفاً.........  سقيتم بعيث دون برق ولا رعد
مضيتم أباة شامخين أعـــــــزة............حشرنا وإياكم إلى جنة الخلـــد
قضيتم لنحيا  بعدكم بكرامة............... وإن    كان فيكم فاجعٌ بيِّنُ الفقد
سيعلو بكل الأرض صوت انتصارنا.....وموكبه يمـــــضي ويرشق بالورد  
ستعظم  فينا  يعـــرب ثم هاشم................وكل حنيف ذي بياض ومسود

1:ساباط موضع قرب الكوفة يتحاشي الشيعة التطرق له فهو شاهد على غدرهم فيه طعنوا الحسن بن علي ونهبوا متاعه ظنا منهم أنهم قتلوه وما أنقذه غير مقدمة جيشه من المهاجرين والأنصار فأرسل كتابه الأبيض الشهير يبايع فيه معاوية عن أهل العراق بعد أن رأى أنه لا يرفع بهم شأن  رضي الله عنهم أجمعين.
2: شمر بن ذي الجوشن الضبابي ممن كاتبوا الحسين بالبيعة وكان أول اقترح على عبيد الله بن زياد أن يقتله بدل أن يوثقه بقيود الفضة ويرسله ليزيد قائلا : ما قولك إذا صفا ابن العم بابن عمه ...يعني أن يزيد والحسين إن  تلا قيا تصافيا على حساب الشيعة الذين لا يريدون ذلك بل يريدونها فتنة.

سبق نشر بعضها في سورية المستقبل.


الأحد، 22 ديسمبر 2013

من سيسخرون إذا عدنا الف سنة للوراء


من ســـــــــــــيسخرون؟ ؟    إذا عدنا ألف سنة للــــوراء!
لقد صم القومجيون  آذاننا بخصوصية العرب والإسلام وأن لا تعارض بين الإسلام والنهضة السياسية المنشودة ,والمعضلة التي كانت قائمة مع الغرب المسيحي في عصر نهضته تخصه وحده  فالكنيسة في أوروبة كانت تدعم الإقطاع وتكرس الملكية الوراثية والاستبداد وتحارب العلم بدعوى الهرطقة. لكن نحن العرب العلم عندنا والعدالة الاجتماعية من صميم الإسلام وليس هنا أي داع لكي نتصادم مع تاريخنا وهويتنا وثقافتنا أو حتى نحاول تغييره.
لكن ذلك كله كان على شاكلة المقاومة والممانعة والتحرر وعدم الانحياز وغيرها من الشعارات الجوفاء التي اجترتها نخبة العرب بينما هي تعمل عكسها تماما.
لماذا إذا استوردنا العلمانية وفصل الدين عن الدولة والمجتمع والاقتصاد إذا كان ديننا حسب زعمنا يتماشى مع كل مقومات سلامة الثلاثة المذكورة آنفا ولمصلحة من ؟. لقد أصبح من مستلزمات التمدن البت مع كل ما هو إسلامي في العادات والتقاليد بحجة التسامح مع غير المسلمين بيننا ,لكن ما حاجتنا لذلك ونحن نسبنا 95% في أغلب مجتمعاتنا كما أن غير المسلمين موجودون منذ قرون ولم يشتكوا في أية مرحلة من التمييز أو عدم المساواة؛ ما سبق صار يدعى اللبرالية لكنه تحول نحو الهجوم على التراث الإسلامي والتجني على الهوية الإسلامية وبأشياء غير حقيقية .
أهم مثال هو علكة اللبراليين الممجوجة  الإقصائية  في الإسلام لكن الإسلام  يعترف  بالديانات الأخرى وهي لا تعترف به ومع ذلك لا يعامل أتباعها بالمثل فكيف يكون التسامح إذا؟.ولم الهجوم على أصحاب المشروع الإسلامي والتخويف من أنهم سيعيدون المنطقة الف سنة للوراء ؟.ولنعد ألف سنة وأكثر للوراء , في تلك الفترة وقت كان الأوروبيون يحرقون مخالفيهم كان بدوي يقول للحاكم "المطلق" عمر بن الخطاب لا سمعا ولا طاعة وقد خصصت نفسك بأكثر مما أعطيتني وقد أجابه على الفور وقدم له شاهدا كذلك ,والغرب الآن فقط بات يفاخر بأن في دولة اسكندنافية يجاب أي مواطن عن دخل موظف حكومي بعد عشرة أيام, وبعده بقرن يوم بني الجامع الأموي وجعل الوليد بن عبد الملك أسرجته من ذهب علقت بسلاسل من ذهب كان من الشفافية أن ضج الفقهاء على البذخ رغم انه على صرح ديني ويرمز لعظمة الدولة وأجاب بكل أريحية عندي في بيت المال ما يكفي كل من فيكم  ثلاث عشرة سنة ما لم يزرع ويصنع ويتّجر, هل وصلت أي دولة في التاريخ لتحقيق فائض اقتصادي أو حتى يمكن أن تصل  يكفي مواطنيها وهم عالة تامة عليها سنة واحدة بما فيها دول النفط؟ حتى إنه وصل التكافل الاجتماعي بمن بعده أن يعوض من يكسر له إناء بل حتى تكفلت الدولة بغير البشر على الأرض الطيور في السماء حيث تم تخصيص طعام لها على عهد عمر بن عبد العزيز. وهل حدث أن بنيت مدينة كاملة لتكون عاصمة الدنيا في خمس سنوات في أي عصر من العصور "بغداد" ,وكان المنصور وقتها مقترا بعض الشيء حيث وصف بالدوانيقي لأنه يحاسب الناس على الدانق فجعل همه رخص الأسعار لا كثرة المال في أيدي الناس حتى اشُترِي الكبش في بغداد بخمسة دراهم,وفي كتاب حسن ابراهيم حسن قائمة مفصلة بأسعار السلع على عهد المنصور .
إذا كان أصحاب المشروع الإسلامي سيعيدوننا لتلك القرون وأشباهها فلنشد على أيديهم ولنصفق لهم بدلا من أن نحاربهم ونتآمر عليهم بحجة أنهم يتاجرون بالدين والعواطف !! فليصلوا للحكم ولينجحوا وليعيدونا ألف سنة من العدل والشفافية والازدهار وليحققوا عشر ما ذكر آنفا أما العلمانيون فقد جربناكم قرنا كاملا صار متفردا في التاريخ لا يشبهه شيء.لكن إن وصلنا للعدالة والشفافية والرفاه الذي كنا فيه فمن سيقدم للغرب الآن الموارد وينفذ له مشيئته في بقعة تتوسط العالم وتحتوي جل طاقته وتتحكم بممراتها؟. بعبارة أخرى إذا نهضنا ورجعنا ألف سنة للوراء فمن سيسخرون.  



الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

إيران.. حارس الشرق المعمم !!


منذ أن سحق الاسكندر داريوش الاخميني وسبي ابنته وسبي الجيش الاغريقي لنساء البارسيس وإنتاج سلالة جديدة من هذا الشعب الهجين في نظر إخوته من الشعوب الهند إيرانية والغرب آمن تماما له ولا يخشاه أبدأ فقد درس أرسطو طبائعهم فوضع نظاما لحكمهم صار دينا عندهم ألا وهو الحاكم الأجنبي وكان حكامهم لصالح الاغريق أشغانا أو صغدانا ومتعددين متنافسين ثم تغلّب عليهم الديالمة الجيل  ,لقد تعاقب على حكمهم السامانيون فالصفاريون فالزياريون و.......وحديثا التيموريون المغول فالقراقونيولو فالاق قونيولو فالصفويون  فالهوتاكيون  فالافشاريون فالزنديون فالقاجاريون ولم يكن منهم فارسي واحد حتى 1924أول شاهات أسرة دهلوي الذي احتل جمهورية مهاباد الكردية وإمارة المحمرة وصفى زعماءهما.
ليس من الضائر أن يحكم أمة من الأمم في بقعة من بلادها أو في فترة من زمنها حاكم غريب عنها ولكن أن يكون إقليم وشعبه تحت حكم غيره ألفي سنة ففي الأمر شيء ما. هذا الشيء في نظري هو أن هؤلاء مهما تظاهروابالقوة والطموح التوسع فلن يكون هذا من عند أنفسهم أو لصالحهم لا سيما إن عرفنا أن قورشهم كان من صنيعة أحبار اليهود الأسرى في مملكة الكلدان وحين ساعدهم وساعدوه خلعوا عليه لقب الحاخام شاه وصار سلالته من بعده هخمشيان والفرنجة  ينطقون الهاء في بداية الكلمة ألفا نطقوها إخميشيان وحرفت لإخمينيين واخترعوا مجددا رمزا أسموه إخمينش الفارسي أبا لقورش مع أن قورش ابن غير شرعي لابنة ملك لميديا بحسب أدبيات الفرس أنفسهم ولفظ فارسي أطلقه عليهم اليونان فيما بعد ويعني بلغتهم الشريدون أو العابرون تماما كحلفائهم العبرانيين.
عندما تزعم إيران أن مشروع الشرق الأوسط الجديد هو مشروعها فعليها الانتظار لعام 2175 (250سنة من أول حاكم فارسي)بعد أن تتحول من الآن للاكتفاء الذاتي التام إن كانت تريد أن تنحو منحى أمريكا بكل شيء  حتى يصدقها العالم وأولهم أمريكا الند المفترض التي استقلت عام1776في بقعة منزوية من العالم لا أطماع فيها وغنية بكل الموارد ولا تحتاج أحدا بشيء وتطل على محيطين , فما بالنا لو نقارنها ببقية الدول والحضارات؟.
ثم إن إيران ليس مرشحة للسيادة على النمط الغربي بل على النمط السوفييتي فإيران تفرض لغة ودينا وثقافة على خليط لا يفضلها . رغم إغلاق إيران في وجه الإحصائيات الدقيقة واعتمادها التقية بكل شيء حتى في الديموغرافيا فإنهم يزعمون أن الآذر الترك فقط12 مليون والبلوش 2مليون والكرد 4 والعرب  3 ولا وجود للتركمان والاوزبك والباشتون وغيرهم ..فإذا كان عدد البلوش في العالم عشرون مليونا و ثلثهم بإيران والكرد خمسون   ربعهم بإيران دون أن نتحدث عن العرب, وملايين التركمان  الغائبين عن أي إحصائية والذين "اكتشف فجأة" أنهم في العراق وحده 4ملايين لا مئتا ألف, وكل هؤلاء تعاملهم إيران بالقتل والسحل والشنق على أعمدة الكهرباء بشكل يذكر بعهود الإقطاع الأوروبي المظلمة!! فبأي أمة سوف تفرض إيران مشروعها؟, طبعا أنا أسوق هذا للمقتنع بأن قوة إيران فاعلة لا منفعلة منذ سقوط الساسانيين , لكن الحقيقة التي أقتنع بها هو أن هذا المزيج المتفجر فقط عرقيا دون الدين والاقتصاد والثقافة يمكن أن يشعل فتيله الغرب الذي حافظ عليه منذ 1925بكل قوة  عبر تبديل النظم؛ والتي أهمها استبدال الشاه بالحاخام شاه ودفعه لحرب العراق ودعمه بالسر مع الجعجة والبعبعة بدعم شبه خلبي لخصمه العراق لإضفاء المشروعية عليه واستمراره بالضغط على المزيج العرقي المتفجر وتصفية نخبه وكل معارض لمشروع الغرب في السيطرة على المنطقة من وراء العمائم بعد التيجان التي تكلف الكثير الكثير جدا  وتسليمه العراق مؤخرا أكد ذلك . أمر آخر أنوه له لو كان الشاه في الحكم لما سمح للغرب بدخول أفغانستان شرقه ثم العراق غربه فقد سبق وتقاسمه الانكليز من الهند والروس من جورجيا على تناحرهما أي أقل من هذا التماس بكثير فكيف بـ" الشيطان الأكبر" مبتلع العالم من على ضفتي الحدود؟ فضلا عن أكبر تواجد له في الخليج وتركيا عبر حلف الناتو..بعبارة أخرى الــــحدود ا"لأميــنة" والخاليـــــة من الــــشيطان الأكـــبر  أمريكا الولي الفقيــــه أنزلهــــا بها ودون التبعات والتكاليف التي يدفعها لعرب الخليج وتركيا.
من الآن فصاعدا وبعد بدء تساقط وكلاء الغرب على العالم العربي والإسلامي المستبدين وقبله سقوط الاتحاد السوفييتي وقرب صعود مسلمي آسيا من التورانيين إخوة الأتراك الصاعدين على حدود أوروبة والذين سيتواصلون في حال وجود كيان غير معادٍ بين الخليج وبحر قزوين..في ظل هذا الغرب صار يرى إسرائيل "خازوق دقة قديمة" ولآن يأكل أكثر بكثير مما ينتج وهو باق من أجل "العيش والملح" وهناك إسفين آخر اسمه إيران..ولكونه على حدود باكستان فيجب أن يكون نوويا...إنه الحلف القديم بين ألفونسو دي آلبوكرك وأتباع إسماعيل شاه الصفوي لكنه الآن أقوى بكثير.

أنس الشبك

نحو صعود المتــطرفين

المتطرف أو المتعصب يوصف بالانكليزية بـnarrow-minded أي ذي الأفق الضيق .
ماذا يفعل المذكور آنفا إن تولى زمام أمر ما؟ أول شيء يريد أن يثبت أن أجدر من تولى الأمر وبأي وسيلة ,سيطعن بكفاءة الآخرين وبأسلوبهم وكذلك بشخصهم كي يثبت أن الصواب حكر عليه وعلى من شاكله , هم يطعنون أصلا بمبدأ الكفاءة والتأهيل , عندهم الأسبقية فقط بالتزكية أو السبق بالدخول في الجماعة أو الولاء لها وهذا يسمى طبعا وبكل بساطة محسوبية,بغض النظر عن الإخلاص جميعهم يجتزئ أفكارا معينة ويضع ميزان أموره كلها وفقها ربما كانت آية ..تفسير آية ..حديث نبوي قول مأثور لرجل من السلف الصالح .
من يرى الامور من منظار ضيق يتلقف أي نص ديني يسمح له  بمقتضاه تحصيل أكبر المكاسب وبأقل الجهود التكاليف ..من اعتقد كذا أو وقف من أمر موقف كذا كان هو هو فقط على الصواب "فكرة الفرقة الناجية" مع أن الأعرابي كان يقول أرأيت إن صليت المكتوبة وحللت الحلال...الحديث لآخره... لا أزيد على ذلك شيئا , وفي هذا مشوار طويل من ناحية مادية بحتة أو بمنظور هؤلاء الذين يريدون الجنة حكرا لهم  على مبدأ" اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا" .
لن أتحدث عن الشيعة فقد ثبت أن لهم  دينا آخر صار يعرفه الأميون. لكن حديثنا عن ذوي الأفق الضيق من بيننا الذين يتركون المبدأ بالعموم و"يحاربون" حول تفاصيل وجزئيات و مواقف و أشخاص ورموز .
ما بين طرق الصوفية التي يقتنع أغلب أتباعها أن من قرأ ورد كذا في اليوم كذا مرة أو من أحب فلانا أو نوى بكذا يكون في موقع كذا في الجنة , وكثيرا ما تكون معاملاتهم الشخصية والمالية أو أخلاقهم لا تمت بصلة لأخلاق أصحاب الجنة ...إلى السلفية الذين يرون رأس الدين الزجر والتعنيف باسم الأمر بال معروف والنهي عن المنكر, و أخذ المواقف الحادة بشأن العقيدة بحجة من لم يكفر كافرا فقد كفر , أو البحث في الأحاديث وتمحيصها والاستدلال بها دون الاعتماد على رأي الأسبقين بحجة  أن تقليد الأئمة من البدع .   أغلب هؤلاء يرون أن الطريق لمعرفة الله ودخول جنته ليست كما يعرفها بقية الناس و"يتعبون أنفسهم" باتباعها من كثير صلاة وصدقة وتواضع وحسن خلق وصدق تعامل هم لا يقوون عليه"أي المتطرفون" ولا يقتنعون بنتائجه "الطويلة الأمد والقليلة المردود" هم يريدون أن يقضوا  الحياة على هواهم ثم يأتيهم عمل قصير الأجل كبير المردود يحققون ما يسعى له الآخرون في حيواتهم الطويلة على مبدأ "الـخبطة الواحدة" أو العرض الخاص المجزئ جدا جدا في الامتيازات الدينية طبعا.
من هذا القبيل على الصعيد الاجتماعي تكفير الكافر وتغيير المنكر وما نلحظه جراءه من تطرف وعلاقات اجتماعية متوترة مع أن السلف فصلوا في التكفير وحذروا منه أكثر مما حضوا عليه, أما تغيير المنكر فا لإسلام دين السماحة والأدب واللطف وقد أمر قرآنه بعدم التعرض لأوثان غير المؤمنين فكيف بإيذاء المؤمنين بحجة النصيحة؟.لكن الأسوأ من ذلك على الصعيد الجهادي فمنهم من  همه لا الجهاد لنشر الدعوة أو حماية أصحابها بحسب فلسفة الجهاد ذاته بل يبحث عن كافر يقتله كي يأخذ مقعده بالجنة ويعطيه مقعده في النار بحجة ان لابن آدم مقعد في الجنة وآخر في النار وهناك حديث من قتل كافرا أخذ مقعده في الجنة...رغم اني أزعم التعاطي في الثقافة الاسلامية منذ عقدين لم أقرأ إلا عمن قتل مؤمنا فباء بإثمه وصار من أصحاب النار. هناك فصيل منهم نشأ في مشهد بإيران يعمل بمنطق غريب عجيب, حديث, نبوءة , لا أدري ماهي؟! لكنها تشبه عقائد المهداوية او المخلصية والنصر الإعجازي.وهي حديث :"لا يهزم جيش فيه اثنا عشر ألفا مؤمنون عن قلة" يقول نقل لي عن قائد لهم أنهم يعملون على هذا الموضوع وأنهم متى كان أفرادهم 12000 و..و صح الحديث فسيحارب المذكور أمريكا !! ماذا لو لم يصح الحديث؟؟  12000مرتبط مصيرهم بعبارة قد لا تكون حديثا أصلا!! وكيف سيحاربون وأين وماذا عن مسألة "وأعدوا"؟ وماذا عن العلوم العسكرية في غزوات النبي والفتوحات وعبقرية خالد بن الوليد وشجاعة أبي عبيدة ودهاء عمرو بن العاص...؟؟ ..لو صح هذا الحديث الذي تقوم فلسفة كثير من الجهاديين السوريين عليه صحيحا لما اختار رسول الله قوادا عسكريين , و لأرسل أبو بكر  ابن أم مكتوم بدل خالد لقمع الردة أو قتال الفرس مع العدد المطلوب ,فضلا أن الرقم انثا عشر لا يمت لأدبيات الإسلام السني بصلة إنه رقم يخص اليهود والشيعة.
لكن هؤلاء هم المطلوبون كي يضفوا طابعهم على الثورة السورية المراد لها من قبل الغرب أن تعكس رياح التغيير التي جاء بها الربيع العربي في مواجهة جمع حشد الجهة المقابلة من الناس الذين تختلط معهم المثولوجيا بالتفسيرات الغريبة والمغلوطة للقرآن مع كم متراكم من أساطير الشعوب القديمة وضعت كلها في خدمة مشروع هيمنة قديم على المنطقة ويراد له الاستمرار بأي ثمن .
الفكر الفاسد في مواجهة الفكر السليم سرعان ما يندحر وتنهار المشاريع المرتبطة به لكن عندما تُعمِل تخريب الفكر السليم فسيصبح الموضوع أسهل. عندها يصبح نقيضا الصراع متطرفين ضيقي الأفق يتناحران على جزئيات دون المبدأ فالصراع سيطول ويطول... وكلما انتهت جزئية تم استحداث أخرى..هذا ما يتم العمل عليه وهو يوشك أن يتم.    

أنس الشبك