(هل ينهار الإتحاد الروسي لتورطه في سوريا كماانهار الإتحاد السوفييتي في افغانستان؟))
مقال نشرته منذ شبع سنوات باسم منصف الحلبي اتبأ فيه بالتدخل الروسي وجره تبعات على روسيا تجلت الآن بانسحاب ترمب من معاهدة الصواريخ المتوسطة التي ابرمت بين غورباتشوف وريغن عام1988 والتي باع غرباتشوف صدام للحفاظ عليها عام1991.
لقد تورط السوفييت في ثمانينيات القرن الماضي في افغانستان بتدخل عسكرى دعما لنظام بابراك كازميل الديكتاتور الشيوعي الذي فعل بشعبه اقل مما النظام السوري .....صحيح انه افنى ثلاثة عشر ألفا من نخبة افغانستان وقتها مابين طبيب ومهندس واستاذ جامعي ...لكنه لم يهدم البنية التحتية ويزج بلاده في مغامرات متتابعة استهلكت موارده وخلقت له جوا محيطيا وعالميا من الخصوم والأعداء من شعوب وحكومات وأفراد ..
صحيح ان افعانستان في عهد الملك ظاهر شاه كانت على قدر لا بأس به من التقدم العلمي والإجتماعي..لكنها لاتقارن بسوريا قبل عام 1963إذ كانت انموذجا متقدما علميا وسياسيا وصناعيا واجتماعيا واقتصاديا حيث كان الرفاه يجعل الموظف بدخر أكثر من نصف دخله مع بحبوحة من العيش وكانت الجامعة السورية من ارقي الجامعات والتعايش بين أطياف المجتمع كان الامثل وكان هناك من الديمقراطية ما يكفي لأن يرشق ناظم القدسي رئيس الدولة ببيضة أمام الحشود في مدينته حلب وطلبه من الفاعل ان يلوذ بالفرار قبل ان تصل إليه الشرطة ..كان هذا لأنموذج مثلا اعلى لزعماء دول نامية يطمحون لجعل بلادهم مثلها .... كرجل ماليزيا المشهور مهاتير محمد.
لقد كان الاتحاد السوفييتي عند تدخله في افغانستان في أوج قوته ..إذ أنه تمكن من سد الفجوة التقنية في مجال سلاح الطيران والدروع والدفاع الجوي مع امريكا مع احتفاظه بتفوقه بالقوات البرية والصواريخ البالستية ..لقد دخل افعانستان بكل غرور معتبرا تدخله سيدوم أياما ليسحق التمرد الأفغاني على الشيوعية ويدوس المحتجين في كابل كما داسهم في براغ..لكن الامر خرج عن الحسبان فالافغان شعب عنيد لم يخضع في تاريخه الممتد آلاف السنين سوى لقلة من الفاتحين كان آخرهم العرب منذ اربعة عشر قرنا ..لقد ابتدأ الافغان مقاومتهم على الخيول والبغال واالبنادق التى ما قبل الكلاشنكوف حتى ان در شبيغل نشرت صورة لافغاني يصلي وامامه سلاحه معلقة هل يكفي الكلاشنكوف والصلاة لرد السوفييت ...المرعبين في وقتها.
كالعادة.. لم تكن امريكا في حينها تكترث بافغانستان لكن بعدما رأت السوفييت يتوجعون من ضربات المتمردين الافغان حتى انتبهت إلى أن الوضع يمكن الرهان عليه فباركت دعم الجنرال ضياء الحق لهم وتغاضت عن مشروعه النووي وانضمت لهم دول الخليج واعترفت بهم دوليا وسمتهم كما سموا أنفسهم...المجاهدين باركت جمع التبرعات لهم وارسال المتطوعين من كل البلاد وخصوصا من جزيرة العرب ليرفع من معنوياتهم فالعرب في نظرهم أحفاد الصحابة وتجاوز الأمر ذلك لتمدهم بصواريخ ستينغر لتصيد المروحيات الهجومية من طراز مي 24و25 وقاذفات الهجوم الارضي من نوع سوخوي 25وميغ27وصواريخ جافلين لتدمير دبابات التي 72 وبعدها تي80المقاومة لقذائف لاو العادية التي لا تتعدى قذائف آ ربي جي في القدرة التدميرية...عندئذ تصرف السوفييت الذين تعوزهم الحنكة السياسية وبعد النظر الاستراتيجي وعلم بطبائع الشعوب تصرفوا كمثل ستالين في مواجهة هتلر ...لقد وضعوا أنفسهم فيها بحالة فرض هيبة و ربما صراع و جود ..زجوا بوحدات خاصة يستغرق بها الفرد دورة تدريب اربع سنوات ولا يتجاوز كلهم الاختبارات ليصنفوا ككوماندوز.. لقد كانوا يحضرون اسلحتهم من مراكز أبحاث التطوير مباشرة دون فترة تجربة للخدمة في المعركة..! وطالما تفاخرت المجلة العسكرية الروسية بذلك!!.و لم؟!....لخوض معارك عصابات الفائز فيها في النهاية من يقاتل في أرضه ودفاعا عن شيء يخصه لا من يحارب بعيدا جدا عن أرضه في ساحة غير مدرجة إيديولوجيا و استخباريا و لوجستيا ضمن برامج التدريب لمواجهتها (كحلف الناتو)... لأجدل دعم أجندة في مخيلة ساسة تعوزهم البصيرة...
في النهاية تمرغ انف الدب الشرس بالوحل وصار يتفاوض للانسحاب المشروط .... فلم يقبل الأفغان العنيدون جدا...... ثم لينسحب فقط ... فقط دون أن يضرب اثناء انسحابه لم يتم له ذلك فانسحب بقواته البشرية ومعداته المتقدمة تاركا وراءه كما هائلا من العتاد بدءا بدبابات التى62 وعربات ب م ب 1و2 مرورا بالهاونات وصواريخ الغراد والكاتيوشا مع راجماتها ومضادات الطيران بالآلاف والستريلا والايغلا وقاذفات الآربي جي وانتهاء بمئات الوف رشاشات الدكتاروف والبي كي سي والكلا شنكوف ومليارات الطلقات وأطنان المتفجرات.......الدب الكبير.... حلف وارسو... صار دبدوبا يلهوا به الأطفال أمام خصمه الذي طالما ارتعب من حجمه ..الناتو...لقد عرف الغرب أن لو كانوا يعلمون الغيب لما لبثوا في الرعب الأليم ...
ما يخيف من الإتحاد السوفييتي ..جيشه الذي كان الغرب و نظرا لاغلاق االبلد المحكم يقدر انه سيتقدم في حرب محتملة مع الناتو خمسين كيلومترا في اليوم...تبين ام كل ذلك كان مجرد دعاية وقعوا تحت تأثيرها.. ......و بما أن الاتحاد السوفيتى لا اقتصاد له لا صادرات..لاتكنولوجيا .. لا علاقات متشابكة سياسية ....سوى مع انظمة منبوذة كالاسد والقذافي وكاسترو.. لذا صار (النبش حوله وتحته) والعبث بأمنه أمرا مأمون العواقب بعدما اتضح مفعول جيشه الذي ليس لديه غيره ليهدد به ...تمخض الامر بعد سنوات قليلة عن البروسترويكا التى كانت تعني إعادة البناء والتي تتضمن بالمنطق الهدم أولا .. ثم البناء الأمر الذي لم يحدث ولن يحدث....
والآن روسيا ورثت جلد الدب ...
كانت عظام الدب ولحمه قد بيعت من قبل المافيات التي نقلت مراكزها لموسكو واصبح يلسين يتسول الوقود للشتاء الروسي ويتلقى مساعدات غذائية فاسدة بحسب فلا دبمر كريتشكوف رئيس الكي جي بي الذي حاول الإتقلاب مع وزير الدفاع السوفييتي السابق ديمتري يازوف وثلاثة غيرهما على غورباتشوف.كان الامن في موسكو تراجع من واحد من الافضل عالميا لدرجة يذوب فيها ثلج موسكو عن آلاف الجثث ليس هناك من يسأل عن أصحابها.. ..بيعت مخازن السلاح بالخردة كذلك قطع الغيار..حتى إن مناظير الدبابات كانت تباع للهواة على البسطات بعيدا عن روسيا وقد حصلت على واحد اثناء العمرة ب50ريالا سعوديا ظننته نموذجا مقلدا....تراجعت الصناعات العسكرية على الصعد كافة فعلى سبيل المثال صناعة المروحيات وبعد ان استعادت
عافيتها صارت تنتج مئتين من كل الانواع عليها ان تصدر منها لدعم المصانع ماليا وتغطي الحاجة من خدمات وجيش وشرطة واسعاف ودفاع..بمعنى آخر هذا دون مقدرة دولة عظمى فلو وضعت مثلا في ظروف امريكا في كارثتي ريتا وكاترينا وقواتها منتشرة حول العالم لكانت في وضع إعلان كارثة
في ظل هذه المعطيات يظهر بوتن في منصبيه كجده بطرس الأكبر كبطل صراع مع الملك اليافع السويدي تشارلز حول منفذ على البلطيق ..إنه يقارع أمريكا لا في حديقتها الخلفية بل في (أرض الديار)وربما (البحرة) ومعها فرنسا وبريطانيا هو يدرك أنه هناك لأنه قد سُمح له بذلك لكن لم يخبره أحد بما يحدث إن خسر... هو يعلم أيضا أن بطاقة حمراء جاهزة له... لقد استأذن أولا ..حين أنشا قاعدة في طرطوس هو أيضا استأذن في دعم لحليفه الأسد ...لقد استخدم الفيتو مرتين وعارض إجماع الجمعية العامة في قضية أثارت سخط شعوب العالم بشكل ربما فاق السخط على إرهابيي ايلول ...والكبار يعزون تعاجزهم في ذلك للفيتو خاصته ليس ذلك فقط بل صار يمده بالسلاح والذخائر المتطورة لتستخدم لقمع الثورة وفوقها قطع الغيار التي طالما منعها و التي بفضلها صارت اطنان من الخردة دبابات ومدرعات وراجمات تصب حممها على المدن والقرى ..فوقها يرفض ان يوقف ذلك.!!مامصلحة روسيا في كل ذلك ؟ قاعدة طرطوس؟..مبيعات السلاح بالدين على دفتر.... والتي لا تصل اربع بلايين دولار بأحسن ظرف؟ أم معاهدة الدفاع المشترك الموروثة من عهد تشيرنينكو.. ولكن ليس هناك عدوان خارجي ..سوى عدوان (السنة) لانتزاع الحكم من (الشيعة) حسب كلام آية الله العظمى لافروف ! أم الديون العسكرية ...؟ الجواب عند القيصر .
لا إهانة ولاتعال على الأمم..لكن بحق.. روسيا أمة لا شان لها بالسياسة والديمقراطية ولا حقوق الانسان من القيصرية للتروتسكية للبلشفية.. الستالينية للخروتشوفية ..ليلسين الذي حل خلافا برلمانيا بالدبابات ...لبوتن الذي حل ازمة المسرح بالغاز و مدرسة بسلان بمدافع الهاون قد لا تعرف أين يمضي بها بوتن الاكبر ..ربما إعادة هيبة روسيا....أو إعادة بنائها على طريقة غورباتشوف.
صحيح ان افعانستان في عهد الملك ظاهر شاه كانت على قدر لا بأس به من التقدم العلمي والإجتماعي..لكنها لاتقارن بسوريا قبل عام 1963إذ كانت انموذجا متقدما علميا وسياسيا وصناعيا واجتماعيا واقتصاديا حيث كان الرفاه يجعل الموظف بدخر أكثر من نصف دخله مع بحبوحة من العيش وكانت الجامعة السورية من ارقي الجامعات والتعايش بين أطياف المجتمع كان الامثل وكان هناك من الديمقراطية ما يكفي لأن يرشق ناظم القدسي رئيس الدولة ببيضة أمام الحشود في مدينته حلب وطلبه من الفاعل ان يلوذ بالفرار قبل ان تصل إليه الشرطة ..كان هذا لأنموذج مثلا اعلى لزعماء دول نامية يطمحون لجعل بلادهم مثلها .... كرجل ماليزيا المشهور مهاتير محمد.
لقد كان الاتحاد السوفييتي عند تدخله في افغانستان في أوج قوته ..إذ أنه تمكن من سد الفجوة التقنية في مجال سلاح الطيران والدروع والدفاع الجوي مع امريكا مع احتفاظه بتفوقه بالقوات البرية والصواريخ البالستية ..لقد دخل افعانستان بكل غرور معتبرا تدخله سيدوم أياما ليسحق التمرد الأفغاني على الشيوعية ويدوس المحتجين في كابل كما داسهم في براغ..لكن الامر خرج عن الحسبان فالافغان شعب عنيد لم يخضع في تاريخه الممتد آلاف السنين سوى لقلة من الفاتحين كان آخرهم العرب منذ اربعة عشر قرنا ..لقد ابتدأ الافغان مقاومتهم على الخيول والبغال واالبنادق التى ما قبل الكلاشنكوف حتى ان در شبيغل نشرت صورة لافغاني يصلي وامامه سلاحه معلقة هل يكفي الكلاشنكوف والصلاة لرد السوفييت ...المرعبين في وقتها.
كالعادة.. لم تكن امريكا في حينها تكترث بافغانستان لكن بعدما رأت السوفييت يتوجعون من ضربات المتمردين الافغان حتى انتبهت إلى أن الوضع يمكن الرهان عليه فباركت دعم الجنرال ضياء الحق لهم وتغاضت عن مشروعه النووي وانضمت لهم دول الخليج واعترفت بهم دوليا وسمتهم كما سموا أنفسهم...المجاهدين باركت جمع التبرعات لهم وارسال المتطوعين من كل البلاد وخصوصا من جزيرة العرب ليرفع من معنوياتهم فالعرب في نظرهم أحفاد الصحابة وتجاوز الأمر ذلك لتمدهم بصواريخ ستينغر لتصيد المروحيات الهجومية من طراز مي 24و25 وقاذفات الهجوم الارضي من نوع سوخوي 25وميغ27وصواريخ جافلين لتدمير دبابات التي 72 وبعدها تي80المقاومة لقذائف لاو العادية التي لا تتعدى قذائف آ ربي جي في القدرة التدميرية...عندئذ تصرف السوفييت الذين تعوزهم الحنكة السياسية وبعد النظر الاستراتيجي وعلم بطبائع الشعوب تصرفوا كمثل ستالين في مواجهة هتلر ...لقد وضعوا أنفسهم فيها بحالة فرض هيبة و ربما صراع و جود ..زجوا بوحدات خاصة يستغرق بها الفرد دورة تدريب اربع سنوات ولا يتجاوز كلهم الاختبارات ليصنفوا ككوماندوز.. لقد كانوا يحضرون اسلحتهم من مراكز أبحاث التطوير مباشرة دون فترة تجربة للخدمة في المعركة..! وطالما تفاخرت المجلة العسكرية الروسية بذلك!!.و لم؟!....لخوض معارك عصابات الفائز فيها في النهاية من يقاتل في أرضه ودفاعا عن شيء يخصه لا من يحارب بعيدا جدا عن أرضه في ساحة غير مدرجة إيديولوجيا و استخباريا و لوجستيا ضمن برامج التدريب لمواجهتها (كحلف الناتو)... لأجدل دعم أجندة في مخيلة ساسة تعوزهم البصيرة...
في النهاية تمرغ انف الدب الشرس بالوحل وصار يتفاوض للانسحاب المشروط .... فلم يقبل الأفغان العنيدون جدا...... ثم لينسحب فقط ... فقط دون أن يضرب اثناء انسحابه لم يتم له ذلك فانسحب بقواته البشرية ومعداته المتقدمة تاركا وراءه كما هائلا من العتاد بدءا بدبابات التى62 وعربات ب م ب 1و2 مرورا بالهاونات وصواريخ الغراد والكاتيوشا مع راجماتها ومضادات الطيران بالآلاف والستريلا والايغلا وقاذفات الآربي جي وانتهاء بمئات الوف رشاشات الدكتاروف والبي كي سي والكلا شنكوف ومليارات الطلقات وأطنان المتفجرات.......الدب الكبير.... حلف وارسو... صار دبدوبا يلهوا به الأطفال أمام خصمه الذي طالما ارتعب من حجمه ..الناتو...لقد عرف الغرب أن لو كانوا يعلمون الغيب لما لبثوا في الرعب الأليم ...
ما يخيف من الإتحاد السوفييتي ..جيشه الذي كان الغرب و نظرا لاغلاق االبلد المحكم يقدر انه سيتقدم في حرب محتملة مع الناتو خمسين كيلومترا في اليوم...تبين ام كل ذلك كان مجرد دعاية وقعوا تحت تأثيرها.. ......و بما أن الاتحاد السوفيتى لا اقتصاد له لا صادرات..لاتكنولوجيا .. لا علاقات متشابكة سياسية ....سوى مع انظمة منبوذة كالاسد والقذافي وكاسترو.. لذا صار (النبش حوله وتحته) والعبث بأمنه أمرا مأمون العواقب بعدما اتضح مفعول جيشه الذي ليس لديه غيره ليهدد به ...تمخض الامر بعد سنوات قليلة عن البروسترويكا التى كانت تعني إعادة البناء والتي تتضمن بالمنطق الهدم أولا .. ثم البناء الأمر الذي لم يحدث ولن يحدث....
والآن روسيا ورثت جلد الدب ...
كانت عظام الدب ولحمه قد بيعت من قبل المافيات التي نقلت مراكزها لموسكو واصبح يلسين يتسول الوقود للشتاء الروسي ويتلقى مساعدات غذائية فاسدة بحسب فلا دبمر كريتشكوف رئيس الكي جي بي الذي حاول الإتقلاب مع وزير الدفاع السوفييتي السابق ديمتري يازوف وثلاثة غيرهما على غورباتشوف.كان الامن في موسكو تراجع من واحد من الافضل عالميا لدرجة يذوب فيها ثلج موسكو عن آلاف الجثث ليس هناك من يسأل عن أصحابها.. ..بيعت مخازن السلاح بالخردة كذلك قطع الغيار..حتى إن مناظير الدبابات كانت تباع للهواة على البسطات بعيدا عن روسيا وقد حصلت على واحد اثناء العمرة ب50ريالا سعوديا ظننته نموذجا مقلدا....تراجعت الصناعات العسكرية على الصعد كافة فعلى سبيل المثال صناعة المروحيات وبعد ان استعادت
عافيتها صارت تنتج مئتين من كل الانواع عليها ان تصدر منها لدعم المصانع ماليا وتغطي الحاجة من خدمات وجيش وشرطة واسعاف ودفاع..بمعنى آخر هذا دون مقدرة دولة عظمى فلو وضعت مثلا في ظروف امريكا في كارثتي ريتا وكاترينا وقواتها منتشرة حول العالم لكانت في وضع إعلان كارثة
في ظل هذه المعطيات يظهر بوتن في منصبيه كجده بطرس الأكبر كبطل صراع مع الملك اليافع السويدي تشارلز حول منفذ على البلطيق ..إنه يقارع أمريكا لا في حديقتها الخلفية بل في (أرض الديار)وربما (البحرة) ومعها فرنسا وبريطانيا هو يدرك أنه هناك لأنه قد سُمح له بذلك لكن لم يخبره أحد بما يحدث إن خسر... هو يعلم أيضا أن بطاقة حمراء جاهزة له... لقد استأذن أولا ..حين أنشا قاعدة في طرطوس هو أيضا استأذن في دعم لحليفه الأسد ...لقد استخدم الفيتو مرتين وعارض إجماع الجمعية العامة في قضية أثارت سخط شعوب العالم بشكل ربما فاق السخط على إرهابيي ايلول ...والكبار يعزون تعاجزهم في ذلك للفيتو خاصته ليس ذلك فقط بل صار يمده بالسلاح والذخائر المتطورة لتستخدم لقمع الثورة وفوقها قطع الغيار التي طالما منعها و التي بفضلها صارت اطنان من الخردة دبابات ومدرعات وراجمات تصب حممها على المدن والقرى ..فوقها يرفض ان يوقف ذلك.!!مامصلحة روسيا في كل ذلك ؟ قاعدة طرطوس؟..مبيعات السلاح بالدين على دفتر.... والتي لا تصل اربع بلايين دولار بأحسن ظرف؟ أم معاهدة الدفاع المشترك الموروثة من عهد تشيرنينكو.. ولكن ليس هناك عدوان خارجي ..سوى عدوان (السنة) لانتزاع الحكم من (الشيعة) حسب كلام آية الله العظمى لافروف ! أم الديون العسكرية ...؟ الجواب عند القيصر .
لا إهانة ولاتعال على الأمم..لكن بحق.. روسيا أمة لا شان لها بالسياسة والديمقراطية ولا حقوق الانسان من القيصرية للتروتسكية للبلشفية.. الستالينية للخروتشوفية ..ليلسين الذي حل خلافا برلمانيا بالدبابات ...لبوتن الذي حل ازمة المسرح بالغاز و مدرسة بسلان بمدافع الهاون قد لا تعرف أين يمضي بها بوتن الاكبر ..ربما إعادة هيبة روسيا....أو إعادة بنائها على طريقة غورباتشوف.


